رحلته صلى الله عليه وسلم إلى الشام
من هو بحيرا ، ما هو الحديث الذي دار بينه وبين أبي طالب ، وما هي دلالة حديثه ؟
بحيرا :
راهب نصراني ، عليم بالإنجيل ، خبير بشؤون النصرانية ، التقى النبي صلى الله عليه وسلم أثناء رحلته برفقة عمه أبي طالب الى الشام ، وذلك لما نزل الركب بالقرب من (بصرى) ، أبصر الراهب النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يتأمله ويكلمه ، فاستدل بعلمه الذي استمده من التوراة والإنجيل أن الصبي هو النبي الذي قرب زمن بعثته .
كلم الراهب بحيرا عم النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما هذا الغلام منك ؟ فقال أبو طالب : ابني . فقال بحيرا : ما هو بابنك وما ينبغي أن يكون أبو هذا الغلام حيا . فقال أبو طالب : هو ابن أخي . فقال بحيرا : فما فعل أبوه ؟ قال أبو طالب : مات وأمه حبلى به . قال بحيرا : صدقت ، فارجع به إلى بلده - حتى قال – فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم . فأسرع به أبو طالب عائدا إلى مكة .
دلالة حديث بحيرا مع أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم :
يدل حديث بحيرا أن أهل الكتاب من يهود ونصارى ، كان عندهم علم ببعثته صلى الله عليه وسلم ، ومعرفة أوصافه ، لورود ذلك في التوراة والإنجيل ، وهذا العلم هو السبب في إسلام سلمان الفارسي .
ما هي العبر المستفادة من عمل النبي صلى الله عليه وسلم برعي الغنم لأهل مكة ؟
إن اشتغال النبي صلى الله عليه وسلم برعاية الغنم يدل على أمور ثلاثة :
الأول : أراد محمد صلى الله عليه وسلم أن لا يكون عالة على عمه أبي طالب ، فبذل وُسْعَه لتحقيق ذلك نظرا لما يتمتع به من ذوق رفيع ، وإحساس رقيق ، وشهامة في الطبع ، وبِرّ في المعاملة.
الثاني : أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكسب قوته بيده ، لأن خير المال ما يجنيه الإنسان من عمل يده مقابل خدمة مجتمعه .
الثالث : أراد النبي أن تقوم الدعوة على أساس استقلال شخصيته ، وأن لا يكون لأحد من الناس فضل عليه فيؤثر عليه ويقف في سبيله في نشر الدعوة والجهر بالحق . .
ما هي العبر والعظات من حديث ليلة العرس الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه ؟
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما هممت بشيء مما كانوا في الجاهلية يعملونه غير مرتين ، كل ذلك يحول الله بيني وبينه ، ثم ما هممت به حتى أكرمني الله بالرسالة ، قلت ليلة للغلام الذي يرعى معي بأعلى مكة : لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة وأسمر بها كما يسمر الشباب . فقال : أفعل . فخرجت ، حتى إذا كنت عند أول دار بمكة سمعت عزفا ، فقلت : ما هذا ؟ فقالوا : عرس . فجلست أسمع ، فضرب الله على أذني ، فنمت فما أيقظني إلا حر الشمس ، فعدت إلى صاحبي فسألني فأخبرته ، ثم قلت له ليلة أخرى مثل ذلك ، ودخلت مكة ، فأصابني مثل أول ليلة ، ثم ما هممت بعده بسوء ) .
إن الله سبحانه وتعالى عصم نبيه عن الكبائر ، قبل النبوة وبعدها ، مع العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ، تمتع بكل ما يتمتع به الشباب من حب الميل إلى اللهو والترف ، وأن الله سبحانه وتعالى صرف نبيه عن آثام الجاهلية ، وهيأه لحمل الرسالة ، وتتميم مكارم الأخلاق .