[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مجموعة من النمل تمسك بخنفساء للصق بعض لاستعمالها في لصق بعض الأوراق لبناء عش للمملكة النمل
هل الإنسان هو العاقل الوحيد في الكون !؟
، سؤال نسأله لأنفسنا كثيراً خاصة عندما يقع أمام أعيننا مشهدا أو سلوكا لحيوان أو طائر أو حشرة أو حتى
ميكروب، يكون خارجاً عن مألوف ثقافاتنا ومعتقداتنا ومستغرباً صدوره من كائن لا يعقل ولا يشعر بمن حوله ولا
يعرف حتى من هو؟،
ولماذا هو هنا؟،
وكيف حدث له هذا !؟،
ولقد تحدث القرآن الكريم كثيراً عن ظواهر غريبة ومدهشة وغير معتادة تصدر عن الكائنات والمخلوقات بشتى
أشكالها وأنواعها، مثل كلام النمل ومنطق الطير، وسجود النجوم والشجر والشمس والقمر، وتسبيح الرعد
والجبال، ويكفي أن الله عز وجل ساوى بين الإنسان ومخلوقاته في قرآنه الكريم بل ذكر أن جميع المخلوقات
تطيعه جل شانه وتسجد له، ما عدا عدد كثير من بني البشر، وذلك حين قال تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ
لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ
حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) الحج 18.
هذه الآيات استخدمها الكفرة والملحدين وسيلة للتشكيك في صدق هذا القرآن ومصدره الرباني حتى وصل الأمر
لاتهام النبي صلى الله عليه وسلم بتأليف القرآن، ولكن الله عز وجل ضمن حفظ كتابه من التحريف، كما ضمن
كشف أسراره ورد المشككين فيه إلى جحورهم لم ينالوا شيئاً، وفي ذلك يقول رب العزة تبارك وتعالى (إنا نحن
نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر 9.
إن هذه المخلوقات على اختلاف أنواعها وأشكالها وأجناسها، لتستحق منا النظر والتدبر والتفكير العميق والمتأني،
تستحق أن نبذل في سبيل تبيان وعيها وإدراكها وكشف غموضها كل ما لدينا من موروثات ثقافية ودينية وفلسفية
وحقائق ونظريات علمية،
هل تعقل هذه المخلوقات؟
هل لهذه المخلوقات عقل يدرك ويعي ويحلل ويختار ما بين ما هو ضار وما هو نافع!؟
، هل لها قلب به من العواطف والمشاعر والأحاسيس ما قد نفتقده في عالم البشر اليوم؟.
مجموعة من الأسود تتبع قطيع جاموس يفر أمامها، فتهجم على صغير منها لم يستطع الجري مثل كبار القطيع،
فما يكون من قطيع الجاموس إلا أن يعود لهذا الصغير وبعد مناورات شاقة ومضنية استطاعوا جميعاً إنقاذ
صغيرهم من فم الأسود المتكالبة عليه وأنضم سالماً للقطيع، فإذا كانت هذه الحيوانات لا تعقل ولا تدرك ما يدور
حولها، فلماذا بربك غامرت وعرضت حياتها لخطر محقق من أجل صغيرها، وفلذة كبدها!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المصدر لمن يريد المشاهدة:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ستشاهد أيضاَ قصة لوفاء أسد هذا الوحش المفترس، قوي الشكيمة، الملقب بملك الغابة. تقول القصة: إن إحدى
السيدات في دولة كولومبيا عثرت على شبل أسد جريح (الشبل هو رضيع الأسد)، فأخذته وعالجته ومكث عندها
فترة، ثم رأت أن ترسله إلى حديقة الحيوان، وبعد 6 سنوات من إرساله ذهبت لتزوره في الحديقة، فما كان منه إلا
أن أستقبلها بالأحضان والقبلات في مشهد أثار دهشة واستغراب جميع الحاضرين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](المصدر لمن يريد المشاهدة:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لقد أستطاع الأسد تذكر هذه السيدة، بل تذكر المشاعر الحميمية التي كانت تعامله بها، وهو يرد لها بعض فضلها
عليه؟ إذن هذا الكائن عاقل، لديه ذاكرة قوية يتذكر سيدته بعد 6 سنوات، يا الله ! إنه يميز بين من أحسن ومن
أساء إليه، إن ما فعله حقاً يحتاج لقدر هائل من الفطنة والذكاء !!.
فأينما توجد الذاكرة، أينما توجد القدرة على الإدراك والتمييز، وأينما توجد القدرة على التواصل ونقل المعلومات، وجب حتماً وجود العقل !.
ومن المشاهد المؤثرة جداً، هذا النمر الذي أخذ يفترس أنثى قرد حامل في شهرها الأخير، وأخذ يجرها بقسوة
صاعدا بها شجرة من الأشجار العالية يريد أن يتوارى بها عن أنظار منافسيه من النمور الأخرى، وبينما هو يأكل
جزءا من جسدها إذ خرج من بطنها قرد رضيع، وعلى الفور، انتابت النمر حالة من الندم والذهول وتوقف، وقام
باحتواء الرضيع بحنان غريب مدهش، اخذ يلحسه بلسانه وأحتضنه بين جوانبه بشكل مؤثر للغاية، فهل من
المناسب الآن أن نقول، إن هذا الوحش المفترس الجبار لا يعقل، فكيف إذن علم أن هذا طفل رضيع لا حول له
ولا قوة ويحتاج إلى من يرعاه؟
هل تصدر هذه التصرفات عن كائن جاهل لا يعلم من أمر نفسه شيء!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](المصدر لمن يريد المشاهدة:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وهناك العديد والعديد من القصص التي يقف أمامها العقل البشري حائراً مندهشاً، لا يكاد يصدق ما يرى، إن بها
معاني غاية في الرقة والجمال تمتلئ بالأمومة والأبوة والمشاعر البكر النقية مثل التضحية والفداء والصداقة
والتعاون وعمل الفريق، كل هذا وغيره الكثير تجده - بدون جهد في البحث والملاحظة - في عالم الحيوان.
قد تقول إن هذا السلوك خص الله تبارك وتعالى بها الحيوانات فقط
لكن ستدهش إذا دخلت معي إلى عالم النبات، وشاهدت بعينيك كيف تتدبر النباتات شؤون حياتها، وكيف أن منها
ما يتغلب على أقصى الظروف البيئية من جليد، أو أمطار، أو جو جاف لا ماء فيه طوال العام.
إن الكثير من التجارب العلمية الحقلية التي أجريت على أيدي خبراء في علوم النبات، أثبتت أن النباتات تحس
وتشعر تفرح وتتألم كما الإنسان تماما بتمام، وأن محصولها وإنتاجها من حيث الغزارة والقحط يتأثر بشدة بهذه
العواطف والمشاعر، وأن منها ما يطلق صفارات إنذار لإخوانه من حوله في حالة الخطر ومنها ما يتغير لونه
وطعمه إذا تناوله عدو له !!.
هل هذه النباتات تسمع وترى !؟ هل تعقل؟؟؟؟
عالم الطيور
مليء بالقصص والحكايات والنوادر، عالم كله ذكاء في ذكاء، حمام يرسل الرسائل إلى أقصى الأرض ثم يعود إلى
بيته مرة أخرى دون أن يضل الطريق، غربان تفكر وتحلل وتأخذ القرارات، ببغاوات تتكلم وتتعلم الحساب،
هداهد غاية في الذكاء، أمومة طاغية، صداقات، ولا تعجب، أيضاً محاكمات لمن يخطئ وقانون عقوبات يطبق
بكل صرامة تصل فيه العقوبة لحد الإعدام ونتف الريش والنفي من مدينة الطير، وهناك من يضحي بعمره لأجل
بيته وأسرته ومنها ما يقوم بالحراسة أو الاستطلاع، وأشياء مدهشة، تجعلك ترجع معي إلى تساؤلنا الأول، هل
يمكن أن تعقل هذه الكائنات؟
فمن أين جاءها هذا العلم والقدرة على التحليل!!؟.
الحشرات أيضاً كائنات تتمتع بقدر عالي من الذكاء والقدرة الذهنية وحسن التصرف في المواقف الصعبة، إن بعضها يعتبر معلماً للإنسان، فتتميز الحشرات وخصوصاً طائفة النمل والنحل بقدرات خارقة على البناء،
فمساكنها في غاية الفن والعمارة وتستخدم فيها أفضل وسائل الراحة والآمان، إن مساكنها تشهد لها بتفوقها على
غيرها في علم الهندسة، ليس ذلك فحسب بل إنها تتمتع بالمعيشة في مجتمع متحضر للغاية يفتقر إليه معظم
سكان الأرض من البشر، فلديها نظام صارم في العمل والمواصلات، حتى حروبها - التي تشنها بعضها على
بعض - منظمة جداً،
الحشرات لديها قدرة عالية على التمويه والخداع للهروب من الأعداء، وهذا ما جعلها تمثل 20% من الكتلة الحيوية على كوكب الأرض، لقدرتها العالية في الحفاظ على حياتها وبقائها
هذا عن الكائنات الحية، فماذا عن الجمادات؟
ويقول الشيخ متولي الشعراوي رحمه الله: قد يقول بعض الناس: هل الجماد يحس؟ وهل تريدون أن تفهمونا أن
الجماد يبكي ويضحك؟ نقول لهم أقرءوا قول الحق في سورة الدخان الآيات ( كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25)
وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آَخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ
السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) الدخان 25-28، وهكذا نعرف أن الجماد له عواطف وأنه يبكي وإن كنا لا
نسمع بكاءه،
وكثيراً ما يلفت نظرنا هذه الأشياء من شجر وحجر يدهش الناس عندما يشاهدون عليها كتابات عربية كنطق
الشهادتين، أو سبحان الله، أو كلمة التوحيد لا آله إلا الله، أو أن السحاب في السماء يكتب أسم الله العظيم في الأفق.
ولما العجب، أوليس هو الله القائل: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) الإسراء 44.
إن كل المخلوقات لا تختلف عنا نحن البشر، بل على العكس هي تولد وعلمها معها لا يحتاج معظمها إلى معين،
إنها كائنات مثلنا، لها عائلاتها وقبائلها وشعوبها وأيضاً قاراتها التي تنتمي إليها، وسبحان خالق الكون تبارك
وتعالى عندما يؤكد لنا هذه الحقيقة فيقول جل شانه: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ
أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) الأنعام 5.