من هي خديجة ، ما هي دلالة زواج النبي منها وهي تكبره سنا ، وما هو دورها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
خديجة بنت خويلد ، تاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في مالها ليتاجروا لها به مقابل حصة من الأرباح ، تزوجت قبل زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم برجلين : عتيق بن عائذ التميمي ثم خلفه عليها هند بن زرارة .
رغبت بالزواج من النبي صلى الله عليه وسلم لأمانته وحسن خلقه ، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وله من العمر (25 عاما) وكانت في (الأربعين من عمرها) .
وأما دلالة زواج النبي منها وهي تكبره سنا ، فإنما يدل ذلك على أن هذا الزواج لم يكن بدافع متعة جسدية ، وإنما لأنها خير نساء زمانها فهي في قريش تلقب بالعفيفة الطاهرة .
وأما دورها في حياة النبي :
أحبها النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يتزوج غيرها في حياتها وقد أنجبت منه صلى الله عليه وسلم : القاسم عبد الله ، زينب ، رقية ، أم كلثوم وفاطمة . وقد كان لها منزلة عظيمة في نفسه في حياتها وفي مماتها .كانت خديجة رضي الله عنها سندا للنبي صلى الله عليه وسلم ، في دعوته ، صدقته وأمنت به وثبتت فؤاده ، لما نزل عليه الوحي بغار حراء ، أيدته تأييدا منطقيا بعيدا عن العاطفة ، فحين قال : " خشيت على نفسي " . قالت : كلا ، والله لا يخريك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق . ثم إنها استبسلت في الدفاع عنه ، وآزرته بنفسها ومالها ، وكانت تسَرّي عن نفسه إذا ألم ّبه حُزن . قال صلى الله عليه وسلم في شأنها : "والله ما أبدلني الله خيرا منها ، آمنت إذ كفر الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها اذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها الولد دونها غيرها من النساء".
المضاربة : كانت خديجة تضارب الرجال بمالها ، ما هي المضاربة ؟
المضاربة : هو أن يدفع المالك إلى العامل مالا ليتجر به ، ويكون الربح مشتركا بينهما بحسب ما شرط . والخسارة في المضاربة تكون على صاحب المال ، أما العامل فلا يخسر إلا عمله .
وقيل : المضاربة : هي شركة بمال من جانب ، وعمل من جانب آخر .
ما هي العبر والعظات من عمل النبي صلى الله عليه وسلم بالتجارة ؟
إن عمله صلى الله عليه وسلم في مال خديجة ( ض ) ، هو استمرار حياة الكدح التي بدأت برعاية الأغنام ، لتحصيل قوته بكسب يده .