إلى متى يا نفسي هذا التمادي وأنت تعلمين المصير والمآل ؟ !
ما هذا الكسل وهذا الجبن ؟
ما هذا الفتور الذي تعيشينه ؟
أما أفجعك موت فلان من غير ذي سبب ؟
كم من مرة عاهدتي ربك على التوبة و لم تتوبي !
كم قلتي سأبدأ عهدا جديدا هذا الرمضان و نسيتي !
إنه لا يخفى عليك الأجر العظيم للذاكرين الساجدين الصائمين المنفقين
المستغفرين بالأسحار،
ومع ذلك كله سيطر عليك الشيطان وقيد همتك .
و ا أسفاه على عمر ضيعنا فيه من الخيرات و الخيرات ..
والأعظم من ذلك أنك يا نفسي تخشين الموت ولا يفارقك أبداً ! تفكرين به ليل
نهار قائمة قاعدة في أسعد الأوقات وفي أمرها تتمنين أنك لم تخلقي.
تتساءلين دائما متى سيهجم عليك هادم اللذات وكيف وأنت وعلى أي حال
وعلى أي عمل ؟ ومع ذلك كله تفرطين !
ترجين أنك في ركب الصالحين ولست منهم .
تتلذذين في مناجاة الله في الأحلام فقط ...
تضعين لك برنامجاً للصعود إلى الكرام البررة في الأحلام فقط أيضاً..وتسعدين
بهذه الأحلام وأنت جالسة راكنة إلى هواك.. قيدك الشيطان بذنوبك !
تشعرين بالذنب عند اقترافه ويحز فيك ولا تزالين تفكرين فيه وتستغفرين منه.
ومع ذلك تتجرئين مرة أخرى على نفس الذنب ونفس المعصية . وتعلمين علم
اليقين أن ذلك مسجل في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. وتعلمين
كذلك أنه لا طاقة لك على حر نار الله الموقدة.
ربما قد غرتك رحمة الله والواسعة فلا تتصورين أنك ستقذفين في تلك النار، ألم
تعلمي يا نفسي أن الله ذو مغفرة واسعة وذو عذاب شديد أيضا ؟ !
إحذري يا نفسي من أن تضيعك مصيبة الموت أو تصيبك مصيبة عظيمة ومن
بعدها تفيقين من سباتك وتخرجين من كسلك ..
احذري يا نفسي من طول الأمل .. لا يغرنك بالله الغرور !
فأرجعي ارجعي إلى بارئك ، ارجعي إلى رياض ربك ، ارجعي إلى رب غفور ودود
حليم يحب الطائعين ويرزقهم أمنا وطمأنينة وسعادة وانشراح صدر.
هلمي هلمي قبل فوات الأوان ، هلمي هلمي يا نفسي إني لكِ ناصح وإني
عليكِ خائف وجل.
فاللهم اصلح لي نفسي ، وأهدها إلى طريقك ورشدك. اللهم ردني إليك رداً جميلا وتب علي واغفر لي تفريطي وزللي وإسرافي في أمري إنك جواد كريم.