تعليم الخط العربى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائره يرجى تسجيل الدخول اذا كنت عضواً معنا
والتسجيل اذا رغبت الانضمام الينا ... يشرفنا التسجيل معنا
تعليم الخط العربى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائره يرجى تسجيل الدخول اذا كنت عضواً معنا
والتسجيل اذا رغبت الانضمام الينا ... يشرفنا التسجيل معنا
تعليم الخط العربى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تعليمى لفنون الخط العربى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غزوة ذات الرقاع

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نور الايمان
عضو سوبر
عضو سوبر
نور الايمان


عدد المساهمات : 734
تاريخ التسجيل : 29/12/2009
العمر : 42

غزوة ذات الرقاع Empty
مُساهمةموضوع: غزوة ذات الرقاع   غزوة ذات الرقاع I_icon_minitimeالجمعة يناير 08, 2010 5:42 am

وقد كانت فى السنةالرابعة للهجرة ’ بعد مرور شهر ونصف تقريباً على إجلاء بنى النضير ’ على ما ذهب إليه عامة علماء السير و المغازى . ورجّح البخارى وبعض المحدثين أنها كانت بعد غزوة خيبر .

وسببها ما ظهر من الغدر لدى كثير من قبائل نجد وسليم بالمسلمين ’ ذلك أن الغدر الذى تجلى فى مقتل أولئك الدعاة السبعين الذين خرجوا يدعون الى الله تعالى ’ فخرج عليه الصلاة و السلام قاصداً قبائل محارب وبنى ثعلب ’ واستعمل على المدينة أبا ذر الغفارى رضى الله عنه . وعسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مكان بنجد من أرض غطفان يسمى ( نخل ) ولكن الله تعالى قذف الرعب فى قلوب تلك القبائل - وقد كانت كما يقول ابن هشام جموع كبيرة - فتفرقوا بعيداً عن المسلمين ’ ولم يقع أى قتال ’ غير أن قصة هذه الغزوة - مع ذلك - فيها مشاهد تستأهل النظر فيها وأخذ الدرس منها فلنجتزىء عن ذكر القصة كلها ’ بذكر هذه المشاهد :

أولاً:- روى فى الصحيحين عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه أنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه ’ قال : فنقبت أقدامنا ’ فنقبت قدماى وسقطت أظفارى ’ فكنا نلف على أرجلنا الخرق ’ فسميت غزوة ذات الرقاع ’ لما كنا نعصب على أرجانا من الخرق . قال أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك ’ قال كأنه كره أن يكون شبيئاً من عمله أفشاه .
ثانياً :- روى البخارى ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم صلى فى غزوة ذات الرقاع صلاة الخوف ’ وأن طائفة صفت معه ’ وطائفة وجاه العدو ’ فصلى بالتى معه ركعة ’ ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم ’ ثم إنصرفوا فصفوا وجاه العدو ’ وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة الباقية من صلاته ’ ثم ثبت جالساً وأتموا لأنفسهم ’ ثم سلم بهم .

ثالثاً:- روى البخارى أيضاً عن جابر رضى الله عنه أنه لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه ’ فأدركتهم القائلة ( وقت القيلولة ) فى واد كثير العضاة ( نوع من الشجر ) فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ’ وتفرق الناس يستظلون الشجر ’ ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة فعلق بها سيفه ’ فقال جابر فنمنا نومة ’ فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا فجئناه فإذا عنده أعرابى جالس ’ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا إخترط سيفى وأنا نائم فاستيقظت وهو فى يده صلتاً ’ فقال لى : من يمنعك منى ؟ فقلت له : الله ’ فها هو جالس .......... ثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

رابعاً:- روى ابن اسحاق وأحمد عن جابر رضى الله عنه ’ قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة ذات الرقاع فأصيبت إمرأة من المشركين فلما إنصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلاً وجاء زوجها وكان غائباً ’ فحلف أن لا ينتهى حتى يهريق دماً فى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ’ فخرج يتبع أثر النبى صلى الله عليه وسلم فنزل النبى منزلاً ’ فقال من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه ؟ قال فانتدب رجل من المهاجرين وآخر من الأنصار ’ فقالا نحن يا رسول الله ’ قال : فكونا بفم الشعب ’ قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد نزلوا الى شعب من الوادى ’ فلما خرج الرجلان الى فم الشعب ’ قال الأنصارى للمهاجرى : أى الليل تحب أن أكفيكه ؟ أوله أم آخره ؟ قال : بل أكفنى أوله . فاضطجع المهاجرى فنام وقام الأنصارى يصلى ’ قال وأتى الرجل فلما رأى شخص الأنصارى عرف أنه ربيئة القوم ( الطليعة الذى يحرسهم ) فرمى بسهم فوضعه فيه ’ فنزعه الأنصارى وثبت قائما يصلى ’ ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه ’ فنزعه وثبت قائما يصلى ’ ثم عاد له بالثالثة فنزعه ’ ثم ركع وسجد ’ وأهب صاحبه ( أيقظه ) قائلاً إجلس فقد أثبت ’ قال فوثب ’ فلما رآهما الرجل عرف أنه نذر به فهرب ’ ولما رأى المهاجرى ما بالأنصارى من الدماء قال : سبحان الله أفلا أيقظتنى أول ما رماك ’ قال : كنت فى سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها ’ فلما تابع علىّ الرمى ركعت فأذنتك ’وأيم الله ’ لولا أن أضيع ثغراً آمرنى رسول الله بحفظه ’ لقطع نفسى قبل أن أقطعها أو أنفذها .

خامساً :- روى البخارى ومسلم وابن سعد فى طبقاته وابن هشام فى سيرته عن جابر ابن عبد الله قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى غزوة ذات الرقاع على جمل لى ضعيف ’ فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت الرفاق تمضى ’ وجعلت أتخلف حتى أدركنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما لك يا جابر ؟ قلت يا رسول الله أبطأ بى جملى هذا ’ قال : أنخه ’ فأنخته ’ وأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ’ ثم قال أعطنى هذه العصا من يدك ’ ففعلت فأخذها فنخسه بها نخسات ثم قال : إركب ’ فركبت فخرج - والذى بعثه بالحق - يواهق ناقته مواهقة .

وتحدثت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لى : أتبيعنى جملك هذا يا جابر ؟ قلت يا رسول الله بل أهبه لك ’ قال لا ولكن بعنيه ’ قلت فسمنيه يا رسول الله ’ قال : آخذه بدرهم ’قلت : لا إذن تغبنّى يا رسول الله ’ قال : فبدرهمين ؟ قلت لا فلم يزل يرفع لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ثمنه حتى بلغ الأوقية ’ فقلت : أفقد رضيت يا رسول الله ؟ قال : نعم ’ قلت : فهو لك ’ قال : قد أخذته .... ثم قال : يا جابر هل تزوجت بعد ؟ قلت : نعم يا رسول الله ’ قال : أثيباً أم بكراً ؟ قلت : بل ثيباً ’ قال : أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك ؟ قلت : يا رسول الله إن أبى أصيب يوم أحد وترك لى بنات سبعاً ’ فنكحت إمرأة جامعة ’ تجمع رؤسهن وتقوم عليهنّ ’ قال : أصبت إن شاء اله ’ أما إنا لو قد جئنا صراراً أمرنا بجزور فنحرت ’ وأقمنا عليها يومنا ذاك ’ وسمعت بنا فنفضت نمارقها ’ فقلت : والله يا رسول الله ما لنا من نمارق ! ’ قال : إنها ستكون ’ فإذا أنت قدمت فاعمل عملاً كيساً .

قال جابر : فلما جئنا صرارا ’ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجزور فنحر ’ وأقمنا عليها ذلك اليوم ’ فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل ودخلنا المدينة .

قال جابر : فلما أصبحت أخذت برأس الجمل ’ فأقبلت به حتى أنخته على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ’ ثم جلست فى المسجد قريباً منه ’ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى الجمل فقال : ما هذا ؟ قالوا : يا رسول الله هذا جمل جاء به جابر ’ قال : فأين جابر ؟ فدعيت له ’ فقال يا ابن أخى ’ خذ برأس جملك فهو لك ’ ودعا بلالاً فقال لأه : إذهب بجابر فأعطه أوقية ’ فذهب بى فأعطانى أوقية وزادنى شيئاً يسيراً ’ فوالله ما زال ينمو عندى ويرى مكانه من بيتنا .



العبر و العظات :

تحقيق فى تاريخ هذه الغزوة :

إتفق علماء المغازى و السير ’ كما أسلفنا ’ على أن غزوة ذات الرقاع كانت قبل خيبر ’ ثم رجّح معظمهم أنها كانت بعد غزوة بنى النضير فى العام الرابع للهجرة ’ وذهب بعضهم كإبن سعد وابن حبان الى أنها كانت فى العام الخامس .

غير أن الإمام البخارى نصً فى صحيحه على أنها كانت بعد خيبر ’ ولكنها جاءت مع ذلك فى ترتيب كتابة قبلها ! .. ورجح الحافظ ابن حجر ما ذهب إليه البخارى مستدلاً بأن صلاة الخوف كانت مشروعة فى ذات الرقاع مع أنه لم يصلها فى الخندق وقد فاتته فصلاها قضاءاً ’ كما إستدل بما روى فى الصحيحين عن أبى موسى الأشعرى يصف كيف نقبت أقدامهم فى ذات الرقاع حتى لفوا على أقدامهم الخرق فلذلك سميت بذات الرقاع وأبو موسى الأشعرى لم يعد من الحبشة إلا بعد غزوة خيبر ’ واستشكل ابن القيم الأمر على ضوء هذه الأدلة فقال : إن هذا يدل على أن غزوة ذات الرقاع ربما كانت بعد غزوة الخندق .

قلت : بل يتعين أن تكون غزوة ذات الرقاع هذه قبلها ’ إذ ثبت فى الصحيح أن جابراً رضى الله عنه إستأذن الرسول الى بيته فى غزوة الخندق وأخبر إمرأته بما رأى من جوع رسول الله صلى الله عليه وسلم ’ وفيه قصة الطعام الذى دعا إليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفيه انه صلى الله عليه وسلم قال لزوجة جابر : كلى هذا واهدى فإن الناس أصابتهم مجاعة ’ وثبت فى الصحيحين أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جابر فى غزوة ذات الرقاع هل تزوج أم لا ؟ قال : نعم يا رسول الله .... الحديث وقد مرّ تفصيل ذلك . أى فلم يكن قد علم صلى الله عليه وسلم بعد شيئاً عن زواجه .

فهذا يدل دلالة واضحة على أن ذات الرقاع كانت قبل الأحزاب فضلاً عن خيبر .

ولم أر مستدلاً بهذا على تأخر الأحزاب عن ذات الرقاع ’ ممن قال بذلك ’ ولا من أجاب عنه ممن قال بعكسه ولكنه على كل حال ’ دليل يكاد يكون قاطعا على ما نقول ’ أمّا ما استدل به الحافظ ابن حجر من أنه صلى الله عليه وسلم لم يصل صلاة الخوف فى الأحزاب وصلاها قضاء فيجاب عنه بأنه ربما كان سبب تأخير رسول الله صلى الله عليه وسلم لها إذ ذاك ’ إستمرار الرمى بين المشركين و المسلمين بحيث لم يدع مجالاً للإنصراف الى الصلاة ’ وربما كان العدو فى جهة القبلة وصلاة الخوف التى صلاها الرسول فى ذات الرقاع كان العدو فى غير جهة القبلة كما قد رأيت ’ أو ربما أخرها لبيان مشروعية قضاء الفائتة كيفما كانت ’ كما يجاب على الإستدلال بحديث أبى موسى الأشعرى بما ذكره كثير من علماء السير و المغازى من أن أبا موسى الأشعرى إنما قصد بها غزوة أخرى هى أيضاً سميت بذات الرقاع ’ بدليل أنه قال عنها : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه ... الخ ’ وغزوة ذات الرقاع التى نتحدث عنها كان العدو أكثر من ذلك .

وقد حاول الحافظ ابن حجر رحمه الله أن يرد على هذا الكلام ولكن ليس ثمّة داع الى ذلك ’ خصوصاً وقد ثبت الدليل القاطع على ما ذهب إليه علماء السير و المغازى ’ مما ذكرناه من حديث جابر فى كل من الغزوتين ’ هذا ’ وسنفصل الحديث عن تأخير النبى صلى اله عليه وسلم الصلاة عن وقتها يوم الخندق وما يتعلق به من مسائل و الأحكام فى مناسبته إن شاء الله .

ثم إن غزوة ذات الرقاع لم يشتبك فيها المسلمون مع أحد من المشركين بقتال ’ كما رأيت من إستعراض خلاصتها ’ ولكنها مع ذلك تنطوى على مشاهد ذات دلالات مختلفة يجب دراستها و الإعتبار بها ’ ولقد ذكرنا منها خمسة مشاهد هى خلاصة أحداثها ’ فلنذكر ما يمكن أن يفهم من كل واحد منها :

أولاً:- فيما رواه الشيخان عن أبى موسى الأشعرى فى بيان سبب تسمية هذه الغزوة بهذا الإسم صورة واضحة عن مدى ما كان يتحمله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تبليغ رسالة ربهم و الجهاد فى سبيله ’ لقد أوضحت الصورة أنهم كانوا فقراء لا يجدون حتى الظهر الذى يمتطونه لجهادهم و غزواتهم ’ فالستة أوالسبعة الذين كانوا يتعاقبون ركوب البعير الواحد فى قطع مسافة بعيدة شاقة ’ ولكن الفقر مع ذلك لم يستطع أن يعيقهم عن أداء رسالتهم : رسالة الدعوة الى الله و الجهاد فى سبيله ’ فقد تحملوا فى سبيل ذلك كل النتائج وكل ألوان المحن .... نقبت أقدامهم من طول سيرها على الوعثاء و القتاد ’ وتساقطت أظفارهم مما إصطدمت بالحجارة و الصخور ’ وتعرت أقدامهم فلم يجدوا إلا الخرق يلفونها عليها الواحدة فوق الأخرى !!..

ومع ذلك فما ضعفوا وما إستكانوا ’ واستهانوا بكل ذلك فى جنب عظم المسؤولية الإلهية الملقاة على أعناقهم منذ أن أصبحوا مسلمين ’ فقد كانوا يتمثلون قول الله تعالى Sad إن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنّة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون ) وهو نص البيعة التى واقعوا عليها وأخذوا أنفسهم بها .

ثم إنك ترى أن أبا موسى الأشعرى رضى الله عنه ’ كره من نفسه أنه أباح بهذا الخبر ’ بعد أن أفلت من فمه ’ عندما سألوه عن سبب تسمية هذه الغزوة بذات الرقاع ’ وإنما كره ذلك وندم عليه بسبب أنه أفشا شيئاً عمله الذى إحتسب أجره على الله غز وجل .

وهذا يدل كما يقول الإمام النووى ’ على أنه يستحب للمسلم أن يخفى ألأعماله الصالحة وما قد يكابد من المشاق فى سبيل الله وفى طاعته ’ وأن لا يتعمد إظهار شىء من ذلك إلا لمصلحة ’ مثل بيان حكم ذلك الشىء و التنبيه على الإقتداء به ونحو ذلك ’ وعلى مثل هذا يحمل ما وجد للسلف من الأخبار ببعض أعمالهم .

ثانياً:- الطريقة التى صلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة مع أصضحابه فى هذه الغزوة هى الأساس الذى قامت عليه مشروعية صلاة الخوف .

ولصلاة الخوف كيفيتان ’ إحداهما خاصة بأن يكون العدو فى جهة القبلة ’ والثانية خاصة إذا كان العدو فى غير جهتها ’ والكيفية الثانية هى التى صلى بها الرسول صلى الله عليه وسلم فى غزوة ذات الرقاع فقد حان وقت الصلاة ’ وأشتات العدو من حولهم فى أكثر من جهة القبلة وحدها ويخشى أنهم يراقبون المسلمين من بعد ’ حتى إذا رأوهم أدبروا عنهم جميعاً وانشغلوا بصلاتهم غدروا بهم وانحطوا فيهم بسيوفهم ’ فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة مع فرقة من أصحابه ’وإخوانهم يراقبون العدو فى جهاته المختلفة ’ حتى إذا أتم الرسول صلى الله عليه وسلم من صلاته نصفها ’ أى ركعة واحدة ’ فارقه من كانوا يصلون خلفه وأسرعوا فأتموا الركعة الثانية وخدهم ’ والرسول واقف فى صدر ركعته الثانية ’ ثم ذهبوا ليرابطوا مكان إخوانهم ’ حيث جاء هؤلاء فاقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم الركعة الثانية التى بقيت من صلاته ’ ثم قاموا فأتموا وحدهم الركعة الثانية لهم و النبى ينتظرهم جالساً ’ ثم سلموا عليه .

والذى إقتضى هذه الكيفية من الصلاة مع إمكان أدائهم الصلاة بجماعتين ’ سببان إثنان :

الأول : قصد إجتماعهم كلهم على الإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وتلك فضيلة لا يصار الى غيرها عند إمكان تحقيقها.

الثانى : إستحباب وحدة الجماعة قدر الإمكان ’ فتجزئة القوم أنفسهم الى عدة جماعات تتوالى لأداء فريضة من الفرائض مكروه بدون ضرورة .

ولم يلاحظ السادة الحنفية إلا السبب الأول لها ’ ولذلك ذهبوا الى أنه لا مسوغ لبقاء مشروعيتها بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم .

ثالثاً : قصة المشرك الذى أخذ سيف النبى صلى الله عليه وسلم وهو نائم تحت الشجرة .... الخ ’ قصة ثابتة وصحيحة كما رأيت ’ وهى تكشف عن مدى رعاية البارى جل جلاله وحفظه لنبيه صلى الله عليه وسلم ’ ثم هى تزيدك يقيناً بالخوارق التى أخضعها الله جل جلاله له عليه الصلاة و السلام مما يزيدك تبصراً ويقيناً بشخصيته النبوية ’ فقد كان من السهل الطبيعى بالنسبة لذلك المشرك - وقد أخذ السيف ورفعه فوق النبى صلىالله عليه وسلم وهو أعزل غارق فى غفلة النوم - أن يهوى به عليه فيقتله ’ وإنك لتلمس ذلك من المشرك هذا الإعتداد بنفسه و الزهو بالفرصة الذهبية التى أمكنته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ’ فى قوله من يمنعك منى !؟ ...... فما الذى طرأ بعد ذلك حتى عاقه عن القتل ؟ ... إن الذى طرأ .... هو ما لم يكن فى حساب المشرك وتقديره ’ ألا وهو عناية الله وحفظه لنبيه ورسوله ’ فقد كانت العناية الإلهية كافية لأن تملأ قلب المشرك بالرعب وأن تقذف فى ساعديه تياراً من الرجفة ’ فيسقط من يده السيف ...... ثم يجلس متأدباً مطرقاً بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ’ وأهم ما يجب أن تعلمه من هذه الحادثة أن هذا هو مصدق قوله تعالى Sad والله يعصمك من الناس ) فليست العصمة المقصودة فى الآية ان لا يتعرض لأذى أو محنة من قومه ’ إذ تلك هى سنة الله فى عباده كما قد علمت ’ وإنما المراد من العصمة أن لا تطول إليه أى يد تحاول إغتياله وقتله لتغتال فيه الدعوة الإسلامية التى بعث لتبليغها .

رابعاً:- إنما ذكرنا قصة جابر ابن عبد الله وما كان بينه و بين الرسول صلى الله عليه وسلم من المحادثة فى طريق عودتهما الىالمدينة ’ مع أنها لا تتعلق بشىء من أمر الغزوة لما فيها من الصورة الكاملة الدقيقة لخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ’ وما إنطوى عليه خلقه الكريم هذا من لطف المعاشرة ورقة فى الحديث و فكاهة فى المحاورة ومحبة شديدة لأصحابه .

فأنت إذا تأملت جيداً فى هذه القصة التى سردناها ’ علمت أن النبى صلى الله عليه وسلم كان متأثراً بالمحنة التى طافت على بيت جابر ابن عبد الله ’ فقد إستشهد والده فى غزوة أحد ’ فقام هو - وهو أكبر أولاد أبيه - على شأن الأسرة ورعاية الأطفال الكثيرين الذين خلفهم له والده من ورائه ’ وهو على ذلك رقيق الحال ليس له نصيب وافر من الدنيا .

وكأنما إستشعر الرسول صلى الله عليه وسلم فى تأخر جابر عن القوم بسبب جمله الضعيف الذى لا يملك غيره ’ مظهراً لحالته العامة هذه ... ( وقد كان من عادته صلى الله عليه وسلم إذا سار مع أصحابه فى طريق ’ أن يتفقد أصحابه كلهم ويطمئن عليهم بين كل فترة و أخرى ) ’ فانتهزها فرصة وتخلف حتى إلتقى معه وراح يواسيه بأسلوبه الرقيق الفكه الذى رأيت ’ فى طريق ليس معهما فيه ثالث .

عرض عليه صلى الله عليه وسلم شراء بعيره ’ وهو إنما يريد أن يجعل ذلك ذريعة ومناسبة لإكرامه ومساعدته على وضعه الذى هو فيه ’ ثم سأله عن زوجته و البيت ’ فى أسلوب فكه رقيق ’ وراح يطمئن الزوج الجديد ’ أنهم إذا وصلوا قريباً من المدينة أقاموا ساعات هناك ’ حتى يتسامع أهل المدينة بمقدمهم ’ فتسمع زوجته فتصلح من شأنها وتهىء له البيت بزينته ونمارقه ’ وينساق معه جابر فى الأسلوب نفسه فيقول : واله يا رسول الله ما لنا من نمارق ! ... فيجيبه صلى الله عليه وسلم قائلاً : إنها ستكون . صورة رائعة عن لطف معشره وأنس حديثه ’ والفكاهة الحلوة فى محاورته لأصحابه ’ لم يكتب لنا أن نراها ونسعد بها فى مجالسه صلى الله عليه وسلم وغزواته وأسفاره ’ ولكن ها نحن نستشفها من سيرته وأخباره العطرة فيهزنا الشوق الى رؤيته التى حرمناها و مجالسه التى سمعنا بها ولم نرها ’ وغزواته التى قرأناها ولم يكن لنا شرف الإشتراك فيها ’ اللهم عوضنا عن ذلك كله بلقاء معه فى جنان خلدك ’ وهيئنا لذلك بتوفيق من لدنك للتمسك بهديه واقتفاء أثره فى تحمل كل محنة وضيم فى سبيل دينك وتحقيق شريعتك .

خامساً :- لابد من أن يقف المسلم وقفة متأملة طويلة ’ أمام خبر ذينك الصحابيين ’ وهما يقومان على الثغر الذى أمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراسته ’ ليعلم طبيعة الجهاد الإسلامى وكيف كان يمارسه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ’ ولم يكن الجهاد عملاً حركياً يقوم على أساس المقاومة المادية المجردة ’ ولم يتصور واحد من المسلمين هذه الصورة الشوهاء له ولا فى لحظة واحدة ’ إنما الجهاد - كما علمه الرسول صلى الله لعيه وسلم لأصحابه وفهمه الصحابة منه - عبادة كبرى يتعلق فيها كيان المسلم كله بخالقه جل جلاله خاشعاً مستغيثاً متبتلاً ’ وما ساعة يكون فيها المؤمن أقرب الى ربه جل جلاله من تلك الساعة التى يستدبر فيها الدنيا ويستقبل بوجهه شطر الموت والإستشهاد .

ولذلك كان من الطبيعى جداً بالنسبة لذلك الأنصارى ’ ( عباد ابن بشر ) رضى الله عنه ’ أن يشغل شطر حراسته من الليل بركعات خاشعة يقف فيها بين يدى ربه عز وجل وقد إنصرفت مشاعره كلها الى مناجاته بآيات من كتابه الكريم .

وكان من الطبيعى جداً أن لا يبالى بذلك السهم الذى أسرع فانحط فى جسده ’ ولا بالسهم الثانى الذى تبعه ’ لأن بشريته كلها إنما كانت فى تلك الساعة مطوية ضمن مشاعره المنصرفة الى ربه جل جلاله وقد غمرتها لذة المناجاة بين العبد و خالقه ’ ولما إرتد شعوره إليه وأخذ يهتم بما قد أصابه ’ لم يكن ذلك لمزيد من الألم بدأ يشعر به ’وإنما للمسؤولية المنوطة به مخافة أن يضيعها بضياع حياته واستمرار سكوته ’ فكان ذلك هو الذى إضطره الى أن يلتفت فيوقظ صاحبه ليستلم منه أمانة الثغر الذى أنيط بهما حفظه .

وتأمل يا أخى المسلم فى قوله رضى الله عنه : وأيم اله ’ لولا أن أضيع ثغراً أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه ’ لقطع نفسى قبل أن أقطعها أو أنفذها ( أى الصلاة ) .

تلك هى طبيعة الجهاد الذى تكفل الله لأربابه بالنصر و الفوز ’ مهما كانت القوة المتألبة عليهم المتجمعة من حولهم ’ فقارن - ليتقطع منك الكبد حسرة وأسى - بين ذلك الجهاد و ( الجهاد ) الآخر الذى نفخر باسمه و شعاراته اليوم .

قارن ’ لتقف على مدى عدالة الله فى الأرض ’ ولتعلم أن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون ’ ثم إرفع يديك الى السماء متوسلا أن لا يهلكنا الله بما فعل المبطلون ’ واجتهد ا، تسكب قطرات حارة من دمع عينيك فيهما ’ فلعل فى ذل العبودية إذ نتسربل به صادقين أمام الله ما يرد عنا نقمة حقت علينا بتقصيرنا وما جنيناه من سىء الأعمال على نفوسنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالوهاب رضوان
Admin
Admin
عبدالوهاب رضوان


عدد المساهمات : 1164
تاريخ التسجيل : 14/06/2009

غزوة ذات الرقاع Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوة ذات الرقاع   غزوة ذات الرقاع I_icon_minitimeالجمعة يناير 08, 2010 7:09 pm

صلى الله عليك وسلم يا سيدى يا رسول الله
جزاك الله خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abdoo.alafdal.net
ابوالحجاج مكى
عضو سوبر
عضو سوبر
ابوالحجاج مكى


عدد المساهمات : 817
تاريخ التسجيل : 14/07/2009
العمر : 52
الموقع : http://ar.netlog.com/abulhagag_maky

غزوة ذات الرقاع Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوة ذات الرقاع   غزوة ذات الرقاع I_icon_minitimeالجمعة أبريل 16, 2010 7:02 am

سلمت يداكى
معلومات قيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://voiceofaramant.blogspot.com/
خط الثلث
عضو سوبر
عضو سوبر
خط الثلث


عدد المساهمات : 126
تاريخ التسجيل : 31/12/2009
الموقع : مصـر !

غزوة ذات الرقاع Empty
مُساهمةموضوع: رد: غزوة ذات الرقاع   غزوة ذات الرقاع I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 21, 2010 2:24 am

شكر الله لكم

وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ommamohamad.tawwat.com/vb/index.php
 
غزوة ذات الرقاع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» غزوة بنى المصطلق
» غزوة الخندق
» غزوة بنى قريظة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تعليم الخط العربى :: اسلاميات :: قسم علوم الدين وسيرة المصطفى محمد-
انتقل الى: