تعليم الخط العربى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائره يرجى تسجيل الدخول اذا كنت عضواً معنا
والتسجيل اذا رغبت الانضمام الينا ... يشرفنا التسجيل معنا
تعليم الخط العربى
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائره يرجى تسجيل الدخول اذا كنت عضواً معنا
والتسجيل اذا رغبت الانضمام الينا ... يشرفنا التسجيل معنا
تعليم الخط العربى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تعليمى لفنون الخط العربى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجلوس على مائدة المفاوضات

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نور الايمان
عضو سوبر
عضو سوبر
نور الايمان


عدد المساهمات : 734
تاريخ التسجيل : 29/12/2009
العمر : 42

الجلوس على مائدة المفاوضات Empty
مُساهمةموضوع: الجلوس على مائدة المفاوضات   الجلوس على مائدة المفاوضات I_icon_minitimeالأربعاء يناير 06, 2010 2:49 pm

سياسة المفاوضات


جاء فيما يرويه ابن هشام عن ابن اسحاق أن عتبة بن ربيعة - وكان سيداً ذا بصيرة ورأى فى قومه - قال فى نادى قريش : يا معشر قريش ’ ألا أقوم الى محمد فأكلمه ’ وأعرض عليه أمور لعله يقبل بعضها فنعطيه أيّها شاء ويكف عنا ؟ فقالوا بلى يا أبا الوليد : قم إليه فكلمه ’ فجاء عتبة حتى جلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يابن أخى ’ إنك منا حيث علمت من الشرف فى العشيرة والمكانة فى النسب ’ وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم .... فاسمع منى أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها ’ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قل يا أبا الوليد أسمع .

قال يابن أخى : إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا ’ وإن كنت تريد به شرفاً سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك ’ وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا ’ وإن كان هذا الذى يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفرغت يا أبا الوليد ؟ قال نعم .... قال فاسمع منى ’ ثم قال Sad بسم الله الرحمن الرحيم ’ حم ’ تنزيلمن الحمن الرحيم ’ كتاب فصلت أياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ’ بشيرا ونذ1يراً فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون ’ وقالوا قلوبنا فى أكنّة مما تدعونا إليه وفى آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون ’ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى إنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه ’ وويل للمشركين ) ثم مضى رسول الله فى القراءة وعتبة يسمع حتى وصل الى قول الله تعالى ( فإن أعرضوا فقد أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ) فأمسك عتبة بفيه وناشده أن يكف عن القراءة ’ وذلك خوفا مما تضمنته الآية من تهديد ’ ثم عاد عتبة الى أصحابه فلما جلس بينهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال ورائى أنى سمعت قولا ما سمعت بمثله قط والله ماهو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة .... يا معشر قريش أطيعونى وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه فوالله ليكونن لقوله الذى سمعت منه نبأ عظيم فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ’ وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم .

قالوا سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه ’ قال هذا رأى فاصنعوا ما بدا لكم .

وروى الطبرى وابن كثير وغيرهما أن نفرا من المشركين فيهم الوليد بن المغيرة و العاص بن وائل جاؤوا فعرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه المال حتى يكون أغناهم وأن يزوجوه أجمل أبكارهم على أن يترك شتم آلهتهم وتسفيه عاداتهم ’ فلما رفض إلا الدعوة الى الحق الذى بعث به ’ قالوا نعبد إلهك يوماً وتعبد آلهتنا يوما ’ فرفض ذلك أيضا ونزل قوله تعالى : ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ’ ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ’ ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولى دين ) .

ثم إن أشراف قريش عادوا فكرروا المحاولة التى قام بها عتبة ابن ربيعة فذهبوا إليه مجتمعين ’ وعرضوا عليه الزعامة و المال ’ وعرضوا عليه الطب إن كان هذا الذى يأتيه رئيا من الجن ’ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بى ما تقولون ’ ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ’ ولكن الله بعثنى إليكم رسولا ’ وأنزل علىّ كتاباً ’ وأمرنى أن أكون بشيراًونذيراً فبلغتكم رسالات ربى ونصحت لكم ’ فإن تقبلوا منى ما جئتكم به فهو حظكم فى الدنيا و الآخرة ’ وإن تردّوه علىّ ’ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بينى وبينكم .

فقالوا له : فإن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضناه عليك ’ فإنك قد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلداً ولا أقل امءاً ولا أشد عيشاً منا ’ فسل لنا ربك الذى بعثك بما بعثك به ’ فليسير عنا هذه الجبال التى قد ضيقت علينا وليفجر لنا أنهاراً كأنهار الشام و العراق وليبعث لنا من مضى من آبائنا ’ وليكن فيمن بعث لنا منهم قصىّ ابن كلاب ’ فإنه كان شيخ صدق فنسألهم عما تقول : أحق هو أم باطل وليجعل لك جناناً وقصوراً وكنوزاً من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبغى .... فإ، صنعت ما سألناك صدقناك وعرفنا منزلتك من الله وأنه بعثك رسولاً كما تقول ’ فقال لهم : ما أنا بفاعل وما أنا بالذى يسأل ربه هذا ’ ثم إنهم قالوا له - بعد طول كلام وخصام - إنا قد بلغنا أنه إنما يعلمك هذا رجل فى اليمامة يقال له الرحمن ’ وأنّا والله لا نؤمن بالرحمن أبداً ’ فقد أعذرنا إليك يا محمد ’ وأنّا والله لا نتركك وما بلغت منا حتى نهلك أو تهلكنا . ثم قاموا وانصرفوا عنه .



العبر و العظات :

فى هذا المشهد الذى عرضناه من سيرته صلى الله عليه وسلم ثلاث دلائل كل واحدة منها على جانب كبير من الأهمية :

الدلالة الأولى : وهى توضح لنا فى تمحيص دقيق حقيقة الدعوة التى قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم وتفصلها عن كل ما قد يلتبس بها من الأهداف و الأغراض التى قد يضمرها فى أنفسهم عادة أرباب الدعوات الجديدة و المنادون بالثورة و الإصلاح .

هل النبى صلى اله عليه وسلم يضمر من وراء دعوته الوصول الى ملك ؟ أو لعله يضمر الوصول الى مستوى رفيع من الزعامة أو الغنى ’ أو لعل الأمر لا يعدو خيالات تتراءى له بسبب مرض يعانيه ؟ .

كل هذه الإحتمالات ’ وسائل قد يتذرع بها محترفوا الغزو الفكرى وأعداء هذا الدين ولكن يا لأسرار الحياة العظيمة التى هيأها رب العالمين لرسوله ! .... لقد ملأ الله عز وجل حياة رسوله بالمواقف و المشاهد التى تقطع دابر كل إحتمال ’ وتقطع السبيل الى كل وسواس ’ وتدع أرباب الغزو الفكرى حيارى فى الطريقة التى ينبغى لهم أن يسلكوها فى حربهم الفكرية .

كان من جليل حكمةالله تعالى أن يقوم مشركوا قريش بسلسلة من المفاوضات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ’ بعد أن صوروا فى أنفسهم كل هذه الإحتمالات ’ وهم أدرى الناس بطبيعة دعوته و الغاية البعيدة من رسالته و بأنه لن ينزل عند شىء من مغرياتهم ’ ولكن هكذا أرادت الحكمة الإلهية حتى ينطق التاريخ بتكذيب كل من سأتى من محترفى الغزو الفكرى و التشكيك مع الزمن .

لقد فكر أمثال كريمر وفان فلوتن طويلا .... ثم لم يجدوا من سبيل لأداء مهمة التشكيك و الغزو إلا أن يغمضوا أعينهم عن الحقيقة ويزعموا أن دوافع محمد عليه الصلاة والسلام فى دعوته إنما كانت الرغبة فى السيادة و الملك ’ وإن صدموا رؤوسهم فى هذا الزعم بصخور عاتية تقذفهم وتردهم الى الوراء أشواطاً . لقد سخر الله من قبلهم عتبة ابن ربيعة و أمثاله ’ لحمل هذه الدوافع و الآمال ووضعها بين يدى محمد صلى الله عليه وسلم لينالها قريبة سائغة وليبصر قريش كلها وقد دانت له وألقت من يدها ما رفعته من السلاح ووسائل التعذيب فى وجهه ووجه أصحابه ’ فلماذا لم يلن الرسول لهم ’ ولم يتحول الى هذه الغنيمة التى سيقت إليه ما دام أنها الدافع له من وراء رسالته ودعوته ؟ .

وهل ينصت طالب الملك و الزعامة لمن سعى يعرضهما عليه ’ فى مفاوضة طويلة وتخويف وتهديد ورجاء ’ ليقول لهم أخيرا : ( ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثنى إليكم رسولا وأنزل علىّ كتاباً ’ وأمرنى أن أكون لكم بشيراً و نذيراً ..... فإن تقبلوا منى ما جئتكم به فهو حظكم فى الدنيا و الآخرة وإن تردّوه علىّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بينى وبينكم ).

ثم إن معيشته الحياتية كانت مطابقة لكلامه هذا ’ فلم يعرض عن الملك و الزعامة بلسانه ’ ليصل إليهما خلسة بسعيه وعمله ’ بل كان صلى الله عليه وسلم بسيطا فى مأكله ومشربه , ولا يعلو عما عليه حال الفقراء و المساكين . قالت عائشة رضى الله عنها فيما يرويه البخارى ( لقد توفى النبى صلى الله عليه وسلم وما فى رفّى من شىء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير فى رفّ لى فأكلت منه حتى طال علىّ ) ويقول أنس رضى الله عنه فيما يرويه البخارى أيضا : لم يأكل النبى صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات ’ وما أكل خبزاً مرققا حتى مات ) .



وكان بسيطا للغاية فى ملبسه و أثاث بيته ’ يؤثر فى جنبه الحصير وما عرف أنه نام على شىء وثير ’ حتى إن نساءه جئن إليه يوما وفيهن السيدة عائشة رضى الله عنها يشتكين الفاقة ويطالبنه بمزيد من النفقة لزينتهن ولباسهن حتى لا تكون إحداهن أقل شأناً من مثيلاتها من نساء الصحابة ’ فأطرق ولم يجب ’ ثم نزل قول الله تعالى : ( يا أيها النبى قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلا ’ وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيما ) ’ فتلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهن هاتين الآيتين ’ ثم خيرهن بين قبول العيش معه على الحالة التى هو فيها ’ أو الإصرار على مطالبهن من النفقة وزيادة الزينة و المال وحينئذ يفارقههن و يسرحهن سراحاً جميلا ’ فاخترن العيش معه على ما هو عليه .

فكيف يشك العقل - أى عقل - بعد هذا كله فى صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وكيف يصح أن يتوهم الفكر او الخيال بأنه قد يكون مدفوعا برغبة الزعامة أو الطمع فى الغنى ؟ فهذه هى الدلالة الأولى التى تؤخذ من هذا المشهد الذى ذكرناه .

الدلالة الثانية : وهى تبين لنا معنى الحكمة التى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمسك ويتصف بها . هل الحكمة أن تضع أنت السياسة التى تراها فى سير الدعوة مهما كانت كيفيتها و مهما كان نوعها ؟ وهل أعطاك الشارع صلاحية أن تسلك أى سبيل أو وسيلة تراها ما دام هدفك من وراء ذلك هو الحق ؟

لا ...... إن الشريعة الإسلامية تعبدتنا بالوسائل كما تعبدتنا بالغايات . فليس لك أن تسلك الى الغاية التى شرعها الله لك إلا الطريق المعينة التى جعلها الله وسيلة إليها و للحكمة و السياسة الشرعية معان معتبرة ’ ولكن فى حدود هذه الوسائل المشروعة فقط .

والدليل ما رويناه آنفا ’ فقد كان من المتصور فى باب الحكمة و السياسة الشرعية أن يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم بالزعامة و الملك على أن يجمع فى نفسه إتخاذ الملك و الزعامة وسيلة الى تحقيق دعوة الإسلام فيما بعد ’ خصوصاً وأن للسلطان والملك وازعاً قوياً فى النفوس ’ وحسبك أن أرباب الدعوات و المذاهب ينتهزون فرصة الإستيلاء على الحكم كى يستعينوا بسلطانه على فرض دعوتهم و مذاهبهم على الناس . ولكن النبى صلى الله عليه وسلم لم يرض مثل هذه السياسة و الوسيلة الى دعوته ’ لأن ذلك ينافى مبادىء الدعوة نفسها .

لو جاز أن يكون مثل هذا الأسلوب نوعا من أنواع الحكمة و السياسة الرشيدة ’ لإنمحى الفرق بين الصادق الصريح فى صدقه و الكاذب الذى يخادع فى كذبه ولتلاقى الصادقون فى دعوتهم مع الدجالين و المشعوذين على طريق واحدة عريضة إسمها : الحكمة و السياسة .



إن فلسفة هذا الدين تقوم على عماد الشرف و الصدق فى كل من الوسيلة و الغاية ’ فكما أن الغاية لا يقوّمها إلا الصدق و الشرف وكلمة الحق ’ فكذلك الوسيلة لا ينبغى أن يخطّها إلا مبدأ الصدق و الشرف و كلمة الحق ’ ومن هنا يحتاج أرباب الدعوة الإسلامية فى معظم حالاتهم وظروفهم الى التضحية و الجهاد لأن السبيل التى يسلكونها لا تسمح لهم بالتعرج كثيراً ذات اليمين وذات الشمال .

ومن الخطأ أن تحسب مبدأ الحكمة فى الدعوة إنما شرع من أجل تسهيل عمل الداعى أو من أجل تفادى المآسى و الأتعاب’ بل السر فى مشروعية الحكمة فى الدعوة إنما هو سلوك أقرب الوسائل الى عقول الناس و أفكارهم ’ وعنى هذا أنه إذا إختلفت الأحوال وقامت عثرات الصد و العناد دون سبيل الدعوة ’ فإن الحكمة حينئذ إنما هى إعداد العدة للجهاد و التضحية بالنفس و المال ’ إن الحكمة هى أن تضع الشىء فى مكانه .وهذا هو الفرق بين الحكمة و المخادعة ’ وبين الحكمة و المسالمة .

وأنت خبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما إستبشر بما رآه من دلائل إقبال بعض زعماء قريش على فهم الدين ’ إنصرف إليهم بكليته مبتهجاً يكلمهم ويشرح لهم ما يستفسرون عنه من حقائق الإسلام ’ حتى دعاه ذلك الإستبشار و الطمع فى هدايتهم الى أن يعرض عن الصحابى الضرير عبد الله ابن أم مكتوم حينما مر بهم فوقف الى جانبهم يستمع ’ وأخذ هو الآخر يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ’ وكان ذلك منه عليه الصلاة و السلام حرصاً على الفرصة أن لا تفوته وأملا فى أن يجيب عبد الله ابن أم مكتوم فى أى وقت آخر ’ فعاتبه الله على ذلك فى سورة : ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى ) وأنكر عليه إجتهاده هذا ’وإن كانت غايته مشروعة ونبيلة ’ ذلك لأن الوسيلة قد إنطوت على كسر خاطر مسلم أو ما يدل على الإعراض عنه وعدم الإلتفات إليه من أجل إجتذاب قلوب المشركين فهى ليست بمشروعة ولا مقبولة .

والخلاصة أنه ليس لأحد من الناس أن يغير شيئا من أحكام الإسلام ومبادئه ’ أو يتجاوز شيئاً من حدوده أو يستهين بها ’ باسم إتباع الحكمة فى النصيحة و الدعوة لأن الحكمة لا تعتبر إلا إذا كانت مقيدة ومنضبطة ضمن حدود الشريعة ومبادئها و أخلاقها.

الدلالة الثالثة : ونستفيدها من موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من تلك المطالب التى طلبتها قريش منه صلى الله عليه وسلم شرطاً لإتباعها إياه ’ وهو موقف أيده الله فيه ’ ففيه كما ذكر عامة المسلمين نزل فيه قول الله تعالى Sad وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا ’ أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتى بالله و الملائكة قبيلا ’ أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى فى السماء ’ ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه ’ قل سبحان ربى هل كنت إلا بشراً رسولا ) .

وليس السبب فى عدم إستجابة الله لهم ذلك ’ ما قد يظنه البعض من أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما أوتى من المعجزات إلا معجزة القرآن ’ ولذلك لم يستجب لهم مطالبهم ’ وإنما السبب أن الله عز وجل علم أنهم إنما يطالبون بذلك كفراً وعناداً وإمعاناً فى الإستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم ’ كما هو واضح فى أسلوب طلبهم ونوع المطاليب التى عرضوها ’ ولو علم الله عز وجل فيهم صدق الطلب وحسن النية وأنهم مقبلون فى ذلك على محاولة التأكد من صدق النبى عليه الصلاة و السلام ’ لحقق لهم ذلك ’ ولكن أمر قريش فى ذلك مطابق لما وصفه الله تعالى فى آية أخرى وهى قوله تعالى Sad ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ) وإذا علمت ذلك أدركت أنه لا تنافى بين هذا وما ثبت من إكرام الله لنبيه عليه الصلاة و السلام بالمعجزات الكثيرة المختلفة مما سنفصل القول فيه قريبا ً إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوالحجاج مكى
عضو سوبر
عضو سوبر
ابوالحجاج مكى


عدد المساهمات : 817
تاريخ التسجيل : 14/07/2009
العمر : 52
الموقع : http://ar.netlog.com/abulhagag_maky

الجلوس على مائدة المفاوضات Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجلوس على مائدة المفاوضات   الجلوس على مائدة المفاوضات I_icon_minitimeالجمعة يوليو 16, 2010 11:07 pm

الله الله
موضوع قيم
سلمت يداكى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://voiceofaramant.blogspot.com/
 
الجلوس على مائدة المفاوضات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تعليم الخط العربى :: اسلاميات :: قسم علوم الدين وسيرة المصطفى محمد-
انتقل الى: